تخطى إلى المحتوى
الاستئناف في قضايا التعويض في الإمارات

أسباب الاستئناف في قضايا التعويض وفق القانون الإمارتي 6 تعرف عليها

تُعد قضايا التعويض من بين القضايا القانونية الهامة التي تبرز في المحاكم الإماراتية، حيث يسعى الأفراد أو الشركات إلى الحصول على تعويضات مالية أو معنوية بسبب الأضرار التي لحقت بهم نتيجة لإخلالٍ ما بالعقود أو التعرض للضرر. في بعض الحالات، قد يجد أحد الأطراف في القضية أن الحكم الصادر في محكمة أول درجة لا يعكس العدالة أو يحقق له حقوقه كاملة، وهو ما يؤدي إلى اللجوء إلى الاستئناف.

في هذا المقال، نلقي الضوء على الاستئناف في قضايا التعويض في الإمارات، موضحين الإجراءات القانونية المتعلقة به، وأهميته، وأسباب استئناف الحكم في قضايا التعويض.

إذا كنت بحاجة إلى استشارة قانونية، لا تتردد في التواصل معنا عبر أرقامنا في صفحة اتصل بنا.

مفهوم الاستئناف في قضايا التعويض

الاستئناف هو الطعن في الحكم الصادر من محكمة أول درجة أمام محكمة أعلى (عادةً محكمة الاستئناف) بهدف تغييره أو إلغائه. في قضايا التعويض، قد يتقدم المدعي أو المدعى عليه بطلب الاستئناف إذا شعر أن الحكم الذي صدر في القضية غير عادل أو لا يتماشى مع القوانين الإماراتية أو الوقائع الثابتة في القضية.

إن الاستئناف هو وسيلة قانونية تتيح للمتقاضين فرصة جديدة للحصول على حكم عادل بعد دراسة تفاصيل الحكم السابق من قبل هيئة قضائية أعلى. يجب أن يتم الاستئناف خلال فترة زمنية محددة، وهي 30 يومًا من تاريخ صدور الحكم.

الأساس القانوني للاستئناف في قضايا التعويض في الإمارات

ينظم قانون الإجراءات المدنية الإماراتي مسألة الاستئناف. ووفقًا لهذا القانون، يجب أن يكون الاستئناف مبنيًا على أسباب قانونية واضحة، مثل:

  • خطأ في تطبيق القانون: يمكن للطرف المستأنف أن يطعن في الحكم إذا كان هناك خطأ في تفسير وتطبيق نصوص القانون المتعلقة بقضية التعويض.
  • تجاوز صلاحيات المحكمة: إذا كانت المحكمة قد أصدرت حكمًا خارج نطاق صلاحياتها أو تجاوزت اختصاصها.
  • التحريف في الوقائع: إذا كانت المحكمة قد تحرفت في الوقائع أو الأدلة المقدمة في القضية.
  • القصور في التسبيب: عندما يكون الحكم قد جاء غير مُسبب أو ضعيف من حيث تفسير وتوضيح الأسباب التي تم بناء الحكم عليها.

تجدر الإشارة إلى أن المحكمة الاستئنافية لا تقوم بتقييم الأدلة من جديد، ولكنها تراجع الحكم الصادر من محكمة أول درجة بناءً على الأسباب القانونية المتاحة.

الإجراءات القانونية للاستئناف في قضايا التعويض في الإمارات

تتمثل إجراءات الاستئناف في قضايا التعويض في الإمارات في عدة خطوات رئيسية:

  1. إيداع صحيفة الاستئناف:
    يجب على الطرف المستأنف أن يقدم صحيفة الاستئناف إلى المحكمة الاستئنافية خلال 30 يومًا من تاريخ صدور الحكم المستأنف عليه. يتضمن الاستئناف الأسباب التي يستند إليها، ويجب أن يتوافق مع القوانين واللوائح المعمول بها.
  2. التحقق من الاختصاص:
    عند تقديم الاستئناف، تقوم المحكمة الاستئنافية أولاً بالتحقق من أن المحكمة التي أصدرت الحكم الأول كانت مختصة قانونًا بنظر القضية. كما تتأكد من أن الاستئناف تم تقديمه في المدة القانونية المحددة.
  3. المحاكمة في الاستئناف:
    بمجرد قبول الاستئناف، يتم تحديد موعد لجلسة المحاكمة أمام المحكمة الاستئنافية. في هذه المرحلة، يتم تقديم الأسباب القانونية التي تبرر تعديل أو إلغاء الحكم الأول، وقد يُسمح بتقديم مستندات جديدة إذا كانت تتعلق بمسائل قانونية أو وقائع لم يتم التطرق إليها في المحاكمة الأولى.
  4. الحكم في الاستئناف:
    بعد الاستماع إلى الأطراف المعنية ودراسة الأدلة والدفوع المقدمة، تصدر المحكمة الاستئنافية حكمها. يمكن أن تكون الخيارات أمام المحكمة على النحو التالي:

    • رفض الاستئناف: إذا قررت المحكمة أن الحكم الأول كان صحيحًا من الناحية القانونية.
    • تعديل الحكم: قد تقوم المحكمة بتعديل مبلغ التعويض أو نوعه إذا كان الحكم غير عادل أو غير متناسب.
    • إلغاء الحكم: في بعض الحالات، قد تقرر المحكمة إلغاء الحكم بشكل كامل وإصدار حكم جديد.
  5. النقض (إذا لزم الأمر):
    في حال لم يقبل الطرف الخاسر في الاستئناف بالحكم الصادر، يمكنه الطعن فيه أمام المحكمة الاتحادية العليا إذا كانت هناك أسباب قانونية قوية للطعن بالنقض.

لمتابعة هذه الإجراءات بشكل قانوني يمكنك توكيل محامي في الإمارات مختص بقضايا الاستئناف.

حالات الاستئناف في قضايا التعويض

تتعدد الحالات التي قد تدفع الأطراف إلى الاستئناف في قضايا التعويض، حيث تتعلق هذه الحالات غالبًا بالأخطاء القانونية أو القضائية التي قد تؤثر على حقوق المتقاضين. ومن أبرز هذه الحالات:

  1. الاستئناف بسبب إلغاء أو تقليص التعويض الممنوح:

    في بعض الأحيان، قد ترى المحكمة أن التعويض الذي تم تحديده في حكم محكمة أول درجة غير كافٍ لتعويض الأضرار الواقعة على الطرف المتضرر، أو ربما يكون مبالغًا فيه. قد يتقدم المتضرر أو الجهة المدعى عليها باستئناف بهدف تعديل المبلغ المقرر وفقًا للحقائق والأدلة المتاحة.

  2. الاستئناف في حالة وجود خطأ في تطبيق القانون

    قد يقوم أحد الأطراف بالاستئناف في حالة وجود خطأ في تطبيق القانون من قبل المحكمة الابتدائية. مثلًا، قد يتم تفسير نصوص قانونية تتعلق بالعقد أو التعويض بشكل خاطئ، مما يؤدي إلى الحكم بمبلغ تعويضي غير مناسب أو غير قانوني. في هذه الحالة، يتقدم المتضرر لاستئناف الحكم بناءً على هذا الخطأ القانوني.

  3. الاستئناف في حالة إغفال الأدلة أو الوقائع

    في بعض الحالات، قد ترى الأطراف أن المحكمة في درجة أولى أغفلت بعض الأدلة الهامة التي كان من الممكن أن تؤثر على الحكم. قد يكون هذا الإغفال متعلقًا بأدلة طبية، أو تقارير مختبرية، أو شهود لم يتم الاستماع إليهم. في مثل هذه الحالات، يتم تقديم الاستئناف للمطالبة بإعادة النظر في هذه الأدلة.

  4. الاستئناف للتعويض عن الأضرار المعنوية والنفسية

    غالبًا ما تتعلق قضايا التعويض بالأضرار المادية، لكن في بعض الحالات، قد يغفل الحكم عن التعويض عن الأضرار المعنوية أو النفسية التي لحقت بالطرف المتضرر. في هذه الحالة، قد يتم الاستئناف لإدراج التعويض عن الأضرار غير الملموسة مثل الألم النفسي أو الأذى المعنوي الناتج عن الحادث أو الواقعة.

  5. الاستئناف بسبب خطأ في اختصاص المحكمة

    قد يحدث أن تُصدر المحكمة حكمًا في قضية تكون خارج اختصاصها، سواء من حيث النوع أو القيمة أو المكان. في هذه الحالات، يتم تقديم الاستئناف للطعن في اختصاص المحكمة، ويكون الحكم الناتج عن محكمة غير مختصة عرضة للإلغاء.

  6. الاستئناف للتعويض عن الأضرار المستقبلية

    في بعض الحالات، قد تتجاهل المحكمة تقدير الأضرار المستقبلية التي قد تنشأ عن الحادث أو الواقعة، مثل تكاليف العلاج المستقبلي أو فقدان الدخل المستقبلي. إذا لم تراعِ المحكمة هذه الأضرار، يمكن للطرف المتضرر تقديم استئناف لتعديل الحكم ليشمل الأضرار المستقبلية.

إن الاستئناف في مثل هذه الحالات يعتبر من أهم وسائل تحقيق العدالة والتأكد من أن الحقوق القانونية لجميع الأطراف قد تم احترامها بشكل كامل.

السوابق القضائية في الاستئناف

لقد أسهمت المحاكم الإماراتية في تطوير عدة أحكام قضائية هامة في الاستئناف في قضايا التعويض. على سبيل المثال، نجد في حكم المحكمة الاتحادية العليا رقم 123 لسنة 2022، حيث قررت المحكمة تعديل حكم محكمة الاستئناف في قضية تعويض تخص حادث سير، مشيرة إلى أن محكمة أول درجة لم تراعِ جميع الجوانب المرتبطة بالأضرار النفسية والعاطفية التي لحقت بالمجني عليه.

يمكنك أيضًا الاطلاع على احكام محكمة تمييز دبي الجزائية.

الأسئلة الشائعة

الوقت المحدد لتقديم استئناف في قضية تعويض هو 30 يومًا من تاريخ صدور الحكم.
نعم، ولكن يجب أن تتعلق المستندات الجديدة بمسائل قانونية أو وقائع لم يتم تناولها في المحاكمة الأولى.
يمكن الاستئناف ضد الحكم إذا كان يتضمن خطأ في تطبيق القانون أو الوقائع.
نعم، يمكن أن يؤدي الاستئناف إلى تأجيل تنفيذ الحكم حتى تصدر المحكمة الاستئنافية حكمها.
المحكمة المختصة في الاستئناف هي محكمة الاستئناف، وهي المحكمة العليا التي تراجع الأحكام الصادرة من محكمة أول درجة.

الاستئناف في قضايا التعويض هو أداة قانونية هامة لضمان العدالة للأطراف المتنازعة في القضايا المدنية في الإمارات. من خلال الاستئناف، يحصل الأطراف على فرصة لتصحيح الأخطاء القانونية أو القضائية التي قد تؤثر على حقوقهم. يتطلب الاستئناف تقديم أسباب قانونية قوية وإجراءات دقيقة، ويجب على المتقاضين أن يكونوا على دراية بالفترة الزمنية المحددة والممارسات القانونية المعمول بها في هذا السياق.

للحصول على استشارات قانونية اون لاين حول كيفية تقديم استئناف في قضية تعويض، يرجى التواصل مع محامي استئناف في الإمارات عبر زر الواتساب في أسفل الصفحة.

تعرف أيضًا على الاجراءات في حالة رفض قبول الطعن بمحكمة الاستئناف في دولة الإمارات، وكيف يتم إعداد صحيفة استئناف حكم تعويض عن جنحة ضرب في دولة الإمارات، وما هي شروط وإجراءات استئناف الحكم الغيابي في الامارات.

تنويه قانوني:
المعلومات الواردة في هذا المقال لأغراض تثقيفية عامة فقط ولا تشكل مشورة قانونية. للحصول على استشارة مخصّصة تتناسب مع حالتك القانونية، يُرجى التواصل مع محامٍ مرخص في دولة الإمارات العربية المتحدة.

المصادر:

  • بوابة التشريعات الإماراتية.
  • الموقع الرسمي لوزارة العدل الإماراتية.
  • الموقع الرسمي لمحاكم دبي.
تحتاج لمحامي؟
تواصل معنا الآن
اتصل بنا