في واقعة هزّت الرأي العام، أقدم أحد الجناة على جريمة خطف في إحدى إمارات الدولة، مما استدعى تحركًا عاجلًا من أجهزة الأمن وتطبيق أشد العقوبات المنصوص عليها في القانون الإماراتي. تُعد جريمة الخطف في القانون الإماراتي من الجرائم الجسيمة التي تمس حرية الإنسان وأمن المجتمع، ويعاقب عليها المشرع بالسجن المشدد أو المؤبد في حالات معينة.
سواء كنت ضحية أو طرفًا معنيًا، فإن معرفة عقوبة الخطف في الإمارات، وأنواع الخطف، والإجراءات القانونية المتبعة أمر ضروري لحماية الحقوق.
إذا كنت بحاجة إلى محامي جنائي في الإمارات، اضغط على زر واتساب أسفل الشاشة.
جدول المحتوبات
تعريف جريمة الخطف في القانون الإماراتي
عرّف مرسوم بقانون اتحادي رقم (31) لسنة 2021 بإصدار قانون الجرائم والعقوبات جريمة الخطف بأنها كل فعل يقوم فيه الجاني بإبعاد شخص أو القبض عليه أو حجزه أو حرمانه من حريته بأي وسيلة كانت، وذلك دون سند قانوني، سواء تم ذلك باستعمال القوة أو التهديد أو الحيلة أو أي صورة من صور الإكراه المادي أو المعنوي.
ويعد الخطف من أخطر الجرائم التي تمس الحق في الحرية والأمان الشخصي، إذ لا يقتصر أثره على الضحية فحسب، بل يمتد ليهدد أمن المجتمع ككل، ولهذا أفرد المشرّع الإماراتي له نصوصًا خاصة وعقوبات مشددة لضمان ردع مرتكبيه وحماية الأفراد من هذا الفعل الإجرامي.
عقوبة جريمة الخطف في القانون الإماراتي
حدد مرسوم بقانون اتحادي رقم (31) لسنة 2021 بإصدار قانون الجرائم والعقوبات في المادتين (395) و(396) العقوبات المقررة لجريمة الخطف على النحو التالي:
- العقوبة الأصلية: السجن المؤقت لكل من خطف شخصًا أو قبض عليه أو حجزه أو حرمه من حريته بأي وسيلة، بغير وجه قانوني.
- العقوبات المشددة: السجن المؤبد إذا ارتكبت الجريمة في أي من الحالات الآتية:
- انتحال صفة عامة.
- ارتكاب الخطف باستخدام الحيلة أو الإكراه أو التهديد بالقتل أو بالأذى الجسيم أو التعذيب البدني أو النفسي.
- وقوع الجريمة من أكثر من شخص أو بواسطة شخص يحمل سلاحًا.
- استمرار حرمان المجني عليه من حريته لمدة تزيد على شهر.
- كون المجني عليه أنثى أو حدثًا أو من ذوي الإعاقة.
- إذا كان الغرض من الخطف الكسب أو الانتقام أو الاعتداء على العرض أو حمل المجني عليه على ارتكاب جريمة.
- إذا وقع الخطف على موظف عام بسبب وظيفته.
- عقوبة الإعدام: إذا أفضى الخطف إلى موت المجني عليه.
- الإعفاء من العقوبة (المادة 396): يعفى من العقاب كل من بادر، قبل اكتشاف الجريمة، إلى إرشاد السلطات إلى مكان وجود المخطوف والتعريف بالجناة بما يؤدي إلى إنقاذ المجني عليه.
أركان جريمة الخطف في الإمارات
تقوم جريمة الخطف في القانون الإماراتي على مجموعة من العناصر القانونية التي يجب توافرها حتى يمكن إدانة المتهم، وقد حدد المشرّع هذه الأركان على النحو التالي:
- الركن المادي:
- يتمثل في الفعل المادي المجرّم، مثل القبض على شخص أو نقله أو احتجازه أو حرمانه من حريته، دون وجه حق.
- يشمل استخدام القوة أو العنف أو التهديد أو الحيلة أو أي وسيلة إكراه مادي أو معنوي لتحقيق فعل الخطف.
- الركن المعنوي:
- يتطلب توافر القصد الجنائي، أي علم الجاني بأنه يقوم بفعل محظور قانونًا وإرادته في ارتكابه.
- يشمل وجود نية مسبقة لتحقيق غرض غير مشروع، مثل الاعتداء أو الابتزاز أو طلب الفدية أو الإيذاء.
- المحل (المجني عليه):
- يجب أن يكون محل الجريمة إنسانًا حيًا يتمتع بالحماية القانونية، سواء كان طفلًا أو بالغًا، ذكرًا أو أنثى.
- لا يشترط أن يكون المجني عليه معروف الهوية للجاني، بل يكفي وقوع الفعل على أي شخص يتمتع بالحرية الشخصية.
هذه الأركان الثلاثة مترابطة، ولا يمكن قيام جريمة الخطف قانونًا إلا بتوافرها جميعًا في وقت واحد.
أنواع جريمة الخطف في القانون الإماراتي
تناول مرسوم بقانون اتحادي رقم (31) لسنة 2021 بإصدار قانون الجرائم والعقوبات جريمة الخطف بصور متعددة، تختلف باختلاف الغاية أو الوسيلة أو صفة المجني عليه. ومن أبرز أنواع الخطف التي يعاقب عليها القانون الإماراتي:
- خطف الأطفال:
- استهداف القصر لأي غرض غير مشروع، مثل طلب الفدية، أو الإيذاء، أو الاستغلال في أعمال غير قانونية.
- تُشدد العقوبة نظرًا لضعف الضحية وحاجته للحماية الخاصة.
- خطف النساء:
- ارتكاب الخطف بحق الإناث لأي غرض، خاصة إذا كان بغرض الاعتداء أو الإكراه أو الانتقام.
- يعامل المشرّع هذه الحالات بصرامة خاصة لما تنطوي عليه من تهديد للأمن الاجتماعي.
- الخطف المقترن بالعنف أو التهديد:
- استخدام الأسلحة أو القوة الجسدية أو التهديد بالقتل أو الأذى الجسيم أثناء تنفيذ الخطف.
- الخطف بهدف الفدية أو الابتزاز:
- احتجاز الضحية مقابل مبلغ مالي أو مكاسب مادية أو معنوية.
- يشمل الابتزاز الشخصي أو التجاري أو العائلي.
- الخطف لأغراض الاعتداء أو الاستغلال:
- خطف المجني عليه لإجباره على القيام بفعل غير مشروع، أو استغلاله في أعمال مخالفة للقانون.
ملاحظة: جميع هذه الصور تدخل في نطاق التجريم المنصوص عليه في المواد (395) و(396) من قانون الجرائم والعقوبات الإماراتي، مع تشديد العقوبات في حال اقتران الخطف بظروف مشددة مثل كون المجني عليه طفلًا أو أنثى أو من ذوي الإعاقة، أو إذا أفضى الفعل إلى وفاة المجني عليه.
دور المحامي في قضايا الخطف في الإمارات
يعد محامي قضايا الخطف في الإمارات عنصرًا أساسيًا في حماية حقوق الضحايا وضمان سير العدالة، حيث يقدم خدمات قانونية متخصصة تشمل:
- تقديم الاستشارة القانونية الفورية:
- إرشاد الضحية أو ذويها إلى الخطوات القانونية الصحيحة منذ اللحظة الأولى لوقوع الجريمة.
- توضيح حقوق الضحية وطرق المطالبة بالتعويض.
- صياغة وتقديم الشكوى القانونية:
- إعداد البلاغ أو صحيفة الشكوى بما يتوافق مع نصوص القانون الإماراتي.
- تقديم الشكوى إلى النيابة العامة أو الشرطة، ومتابعتها حتى تسجيلها رسميًا.
- تمثيل الضحية أمام الجهات القضائية:
- الحضور في جلسات التحقيق والمحاكمة للدفاع عن حقوق الضحية.
- المطالبة بالعقوبات القصوى على الجناة، وطلب التعويض المدني المناسب.
- الدفاع عن المتهمين في قضايا الخطف:
- تقديم الدفوع القانونية إذا كان هناك إنكار للتهمة أو وجود شبهة خطأ في الإجراءات.
- ضمان احترام حقوق الدفاع وتوفير محاكمة عادلة وفق القانون.
- المتابعة بعد صدور الحكم:
- متابعة تنفيذ الحكم وإجراءات التعويض.
- تقديم الطعون إذا دعت الحاجة، سواء بالاستئناف أو النقض.
اختيار محامي مختص في قضايا الخطف يضمن التعامل مع الملف وفق الأصول القانونية، ويسهم في حماية الحقوق وتحقيق أفضل نتيجة ممكنة سواء للضحية أو للمدعى عليه.
الأسئلة الشائعة حول جريمة الخطف في القانون الإماراتي
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقال اليوم الذي تحدثنا فيه عن عقوبة جريمة الخطف في القانون الإماراتي. والأركان التي تقوم عليها هذه الجريمة، كما تحدّثنا بشكل مفصل عن العقوبات القانونية المفروضة على جريمة الخطف والحالات التي تشدد القانون بها.
إذا أردت الحصول على استشارة قانونية من مستشار قانوني مختص في الجنايات يمكنك التواصل مع أحد أهم مكاتب محاماة في الشارقة عبر أرقامنا الموجودة في صفحة اتصل بنا.
اطلع كذلك على:
- أنواع الجرائم التي تندرج تحت القضايا الجنائية في الإمارات.
- حكم التهديد بالقتل في الامارات.
- أحكام محكمة تمييز دبي الخطف والسرقة وانتحال الصفة.
- الحكم الغيابي في الجنح في الإمارات.
المصادر:
- مرسوم بقانون اتحادي رقم (31) لسنة 2021 بإصدار قانون الجرائم والعقوبات – بوابة التشريعات الإماراتية (المادتان 395 و396، الجريدة الرسمية رقم 712 (ملحق)، نافذ من 2 يناير 2022).
- الموقع الرسمي لشرطة دبي – خدمة الإبلاغ عن الجرائم – eCrime.
- النيابة العامة لدولة الإمارات العربية المتحدة – المبادئ القانونية في القضايا الجزائية.

محامٍ بارز في مجال القانون الجنائي في الإمارات، حيث اكتسب سمعة متميزة بفضل خبرته وإسهاماته الأكاديمية. كما ويشغل مكانة مرموقة كمحكم ومحاضر في عدة أكاديميات وجامعات في الدولة، ويتمتع بخبرة واسعة في التشريعات وصياغة القوانين ومسائل الجهات الحكومية. بالإضافة إلى ذلك، يعمل عضوًا في عدة مؤسسات مهنية وأكاديمية على الصعيدين الوطني والدولي، بما في ذلك جمعية الإمارات العربية المتحدة للمحامين ومجلس الاستشارة التربوية لجامعة الإمارات الأمريكية وجامعة الشارقة، ولجنة التحكيم العربية.